المشاركات

ما ذا تنتظرون؟

صورة
 نشر هذا المقال في موقع  الوكالة الموريتانية للصحافة بلغني وأنا -لأول مرة- خارج السور الجميل الذي جمع محبي المديح وجمهور لياليه، وعائلة ترانيم الكبيرة، أن المدير المؤسس، ورجل الفن والثقافة، محمد عالي بلال، قدم من بين مطالب مؤسسة ترانيم للفنون الشعبية: -      تسجيل المديح على قائمة التراث العالمي،   -      وإضفاء الصبغة الإدارية "جمعية ذات نفع عام" على مؤسسة ترانيم. فكرت في المساهمة بمبررات لهذين الطلبين بالتحديد، وحاولت التخلص من عقدة "الانتماء لمجتمع ترانيم" للكتابة بكل تجرد. كما قررت عدم إعطاء الكثير من الأمثلة نظرا لكثافة المعلومات ودقتها وتفاصيلها التي توفرها وسائل ترانيم الاعلامية من موقع وصفحات. ثم اتفقت أنا وأنا على أن أمزج في هذا النص بين الأسلوب السردي وأسلوب التقرير. لذلك فهذا النص هو "مرافعة" لمساعدة المعنيين في اتخاذ قرارين شجاعين سريعين استجابة لمطلبين شرعيين، وردا على لسان مدير مركز ترانيم خلال الدورة الحادية عشر من مهرجان ليالي المديح. وردا فعلا على لسانه، لكنهما في الحقيقة واردان على ألستنا جميعا كمهتمين بالشأن الثقافي.   قبل أن نبدأ، هذه د

سيساكو: سينما بطعم الرمال

صورة
عبد الرحمن لاهي صدر هذا المقال في كتاب الدورة السابعة من مهرجان أفلام السعودية – يونيو 2018 عبد الرحمن سيساكو، مخرج صامت، ومتصوف كتوم، وثائر متحرر.. يقاسمنا أفلاما كبيرة، تحكي أشيائنا الصغيرة، وتحولها إلى ملحمة مشتركة، وإيقاع متناغم، وقصيدة يفهمها الكل.. بالقليل من الكلام والكثير من الصمت، يقدم لقطات حبلى بالإشارات والدلالات، في عمق كل لقطة عشرات القصص والأحاسيس.. والمطبات كذلك. ومع كل إنارة داخل إطار الصورة يحدد سيساكو درسه الذي يريد لنا كمشاهدين أن نكون جزءا منه.. وأن نتخلص من عقدة المشاهد، وعقدة الطلب والعرض. مدرسة سيساكو الفنية متعددة التخصصات والنظريات، لكنها موحدة في المنهاج، فهي تعتمد على مادة واحدة (الصمت والمراقبة). تتولد غالبا تلك الخاصية من ثقافة الصحراء، حيث الصمت الصاخب، والمراقبة الدقيقة لأفق لا ساحل له، وحبات رمل لا تتوقف عن الرحيل. تلك الصحراء، التي لم تُكتب إلا شعرا، حتى جاء حفيد أولائك الشعراء ليترجم قصائدهم إلى صور. ورغم كثافة وحداثة المواضيع التي عالج في أفلامه، إلا أننا سندخل محرابه، ونكتفي برحلة صمت ومراقبة لمحطات ثلاثة أفلام من بين أفلامه: (في انتظار السعادة) - (