المشاركات

عرض المشاركات من 2022

سيساكو: سينما بطعم الرمال

صورة
عبد الرحمن لاهي صدر هذا المقال في كتاب الدورة السابعة من مهرجان أفلام السعودية – يونيو 2018 عبد الرحمن سيساكو، مخرج صامت، ومتصوف كتوم، وثائر متحرر.. يقاسمنا أفلاما كبيرة، تحكي أشيائنا الصغيرة، وتحولها إلى ملحمة مشتركة، وإيقاع متناغم، وقصيدة يفهمها الكل.. بالقليل من الكلام والكثير من الصمت، يقدم لقطات حبلى بالإشارات والدلالات، في عمق كل لقطة عشرات القصص والأحاسيس.. والمطبات كذلك. ومع كل إنارة داخل إطار الصورة يحدد سيساكو درسه الذي يريد لنا كمشاهدين أن نكون جزءا منه.. وأن نتخلص من عقدة المشاهد، وعقدة الطلب والعرض. مدرسة سيساكو الفنية متعددة التخصصات والنظريات، لكنها موحدة في المنهاج، فهي تعتمد على مادة واحدة (الصمت والمراقبة). تتولد غالبا تلك الخاصية من ثقافة الصحراء، حيث الصمت الصاخب، والمراقبة الدقيقة لأفق لا ساحل له، وحبات رمل لا تتوقف عن الرحيل. تلك الصحراء، التي لم تُكتب إلا شعرا، حتى جاء حفيد أولائك الشعراء ليترجم قصائدهم إلى صور. ورغم كثافة وحداثة المواضيع التي عالج في أفلامه، إلا أننا سندخل محرابه، ونكتفي برحلة صمت ومراقبة لمحطات ثلاثة أفلام من بين أفلامه: (في انتظار السعادة) - (

السينما الموريتانية: مخرجون عالميون وإنتاج متواضع

صورة
  محمد الحبيب المتتبع لمسيرة السينما في موريتانيا يلاحظ أن صناعة الفن السابع في هذا البلد تحمل في طياتها بعض التناقضات التي تستحق الوقوف عندها ملياً لرصد أبعادها ومعطياتها المختلفة، فعلى الرغم من أن السينما في موريتانيا ظهرت بشكل متواضع ولم تشهد أي توسع أو إنتاج يذكر وغاب عنها التمويل وفي النهاية اختفت دور العرض، إلا أنه في المقابل برز مخرجون سينمائيون موريتانيون وصلوا إلى العالمية بأعمالهم المتميزة التي نالت أفضل الجوائز وأبهرت النقاد والمهتمين بهذا الفن. «عفاريت» ظل الموريتانيون لقرون طويلة معزولين في صحرائهم الممتدة الشاسعة، يتناقلون الروايات والقصص شفاهة بالسرد المنثور أو بالشعر الذي برع فيه الشناقطة كثيراً، وقد لعب دوراً محورياً في تصوير الاحداث ونقلها من جيل إلى آخر، وعندما دخل المستعمر الفرنسي مع بداية القرن العشرين أدخل معه وسائله الحديثة لنقل المعلومات والأحداث كآلات التصوير والتسجيل المسموع والمرئي، فكانت بالنسبة للكثيرين «سحراً» أو «عفاريت» أو شيئاً ما من صنع القوى الخفية المبهمة. وفي مطلع الخمسينيات وبينما كانت قصص هذه الآلات العجيبة تنتشر بين الموريتانيين قام الفرنسيون بتس

السينما الموريتانية... حلم التشكّل

صورة
  حين لم يجد الموريتانيون تفسيراً لشريط الصور المتحرّكة أمامهم على شاشة العرض، لجؤوا إلى تفسيرات ماورائية فأطلقوا على تلك السيارات التي تعرض لهم هذه الأفلام تسمية "عربات الجان". أقريني أمينوه  صحافي     الجمعة 8 مارس 2019 18:37         دار العرض الوحيدة المتبقية في العاصمة الموريتانية نواكشوط (الصورة للمخرج عبد الرحمن أحمد السالم) تتداخل الرؤى المشكِّلة للحلم السينمائي الموريتاني بين التاريخي والأنثروبولوجي لتؤسّس في الأخير بوادر تشكُّل سينما موريتانية تدافع عن الهوية الوطنية وترسم لنفسها واقعاً بين ثقافات الأمم. بدأ ذلك الحلم في التشكُّل منذ نهاية الأربعينيات، حين شاهد الموريتانيون للمرة الأولى شاشة عرض سينمائي في حيّزهم الصحراوي المعزول عن العالم. يتذكّر السينمائي عبد الرحمن أحمد سالم تلك المرحلة، "الأفلام التي كانت تعرضها الهيئات العسكرية الأجنبية الحاضرة في موريتانيا، والتي بدأت وفق المؤرّخ محمد سعيد ولد همدي، رحمه الله، في الأربعينيات مع القاعدة العسكرية في شمال موريتانيا، كانت أفلاماً للسكان المحليين، على قلتهم آنذاك، وكانت أولى الأفلام التي تُعرض في موريتانيا"
صورة
  ولد بيروك: النظرة السلبية للمجتمع سببت ضعف السينما والفن التشكيلي نواكشوط ـ الراية  ـ محمد عبد الرحمن: ظهر فن السينما لأول مرة في موريتانيا في أواخر عهد الاستعمار، عندما أدخل الفرنسيون أجهزة عرض محمولة في سيارات لاستعراض انتصاراتهم في الحرب العالمية الثانية، قبل أن يفتتح الفرنسي “غوميز” عدداً من دور العرض السينمائي في موريتانيا في خمسينيات القرن الماضي، ورأى البعض في تلك الصور المتحركة ضرباً من “ظلال الجن”، وارتبطت السينما في أذهان كثير من سكان البلاد بالمستعمر ما جعل الأوساط الدينية والثقافية ـ التي كانت تقود مقاومة ثقافية مستميتة ضد المستعمر – تستهدف السينما استهدافاً قوياً بوصفها مجرد أداة استعمارية لنشر الخلاعة والمجون بين شباب المسلمين”. لم تتغير كثيراً تلك النظرة السلبية لعامة الموريتانيين عن السينما منذ ذلك الوقت، وهو العامل الأبرز في تعثر هذا الفن، كما يقول مختصون، ومع تزايد الوعي بدور الفن السابع وأهميته ظهرت مبادرات لتطوير السينما والنهوض بها، وكان من أبرز تلك المؤسسات التي سعت للنهوض بالسينما الموريتانية وإخراجها من ركودها الطويل، مؤسسة دار السينمائيين وقد أسسها المخرج عبد

السينما الموريتانية: شاشةٌ من إسمنت

صورة
  على خلاف كثيرٍ من البلدان العربية، انطلق الإنتاج السينمائي في موريتانيا متأخّراً وظلّ يسير ببطء شديد. ساهمت في ذلك ثقافة الشفاهة التي شكّلت سدّاً منيعاً في وجه ثقافة الصورة، وأيضاً، نظرة الارتياب التي ترى في الفن السابع "وسيلة لتسويق أنماط ثقافية دخيلة على المجتمع". يُضاف إلى ذلك غياب بنية تحتية في مجال السينما؛ فالعاصمة نواكشوط التي كانت تضمّ أكثر من 15 قاعة عرض في السبعينيات والثمانينيات، لم تعد تتوفّر، اليوم، على أيّة واحدة منها، شأنُها في ذلك شأن بقيّة المدن الداخلية. يُحمّل المخرج السينمائي، عبد الرحمن أحمد سالم، الدولة مسؤولية هذا الوضع، قائلاً إنها رفعت يدها تماماً عن مجال السينما، ومذكّراً بإيقاف "إدارة السينما" في وزارة الإعلام وإلغاء مادة التعليم الفني من المناهج التعليمية. رأي تسانده المخرجة الشابّة لالة كابر التي ترى أن إغلاق دور العرض وتوقّف الدعم والاهتمام الرسمي بالسينما، طيلة عقدين، أدّى إلى تغييب كامل لثقافة الصورة في البلاد، لدرجة أن كثيرين باتوا يخلطون بين المسرح والسينما. " تسعى دار السينمائيين الموريتانيين إلى محو الصورة النمطية عن السينم