الأربعاء، 25 مايو 2016

هذا رأيي.. الحراطين

هذا رأيي الشخصي..
هي خواطر تستجيب لتساؤلاتي لذاتي أولا.. ثم للإجابة علي تساؤلات الاخرين عن رأيي في بعض المواضيع..
أبدأ بنشرها الآن.. 
ليست ملزمة لأي أحد.. ولاتمثل غير رأي كاتبها..


الحراطين..

الحراطين.. جزء لا يتجزء من المكون الحساني الموريتاني ثقافيا واجتماعيا وتاريخيا
هم جزء من مجموعة البيظان، مارس عليه جزء المجموعة الاخر كل أساليب الظلم والغبن والتضليل.. 
استخدمت في ذلك كل الوسائل المتاحة أيامها.. قوة التفسير الخاطئ للدين، قوة المال والجاه، قوة « المكانة الاجتماعية المفبركة » .. قوة مايسميه علماء الاجتماع بـ « لعبة العرض ».. ودام الحال السيء هذا مئات السنين.
جاء المستعمر: البرتغالي، الاسباني، الفرنسي.. استغل نفس الوضع وفكر في مصلحته فقط.. ولم ينبس ببنت شفة في الموضوع
فهمت مجموعة من الحراطين، وبعض من البيظان ان « لعبة العرض » توشك ان تخرج من بداخلها وتدخل من كان بالخارج.. وأن على أحد ما أن يقول "كفي" .. فبدأت الافكار والاصوات المطالبة بتصحيح الوضعية تطلع من هنا وهناك.. كانت المطالب في البداية تحقق مصلحة الجميع في العدل والتعايش والحرية.
انقسمت ردود الافعال الي عدة توجهات:
البعض لايريد للوضع ان يتغير
البعض يريده ان يتغير ولكن باقل الخسائر المعنوية والاجتماعية
البعض يريد ركوب امواجه وتحويله الي طوفان

كل مجموعة استخدمت كل الوسائل المتاحة لتبرير موقفها ولتغليبه

الوضعية الان:
تم اصدار العديد من القوانين المجرمة لممارسة التعبيد والحيف والظلم، وتم فعلا ان تحول التعبيد من حالة تباهي الي حالة اختلاس، لكن النظام الاجتماعي يبقي عقبة كأداء أمام تحول العلاقة بين الحراطين والبيظان من عداء ونقم الي أخوة ومصالحة وتعايش

ماهو الحل: 
حين تطبق القوانين والنصوص كماهي  دون اذعانها وليها لمصالح مؤقتة او بفعل ضغوط اجتماعية وسياسية.. حينها سيعم العدل ويتساوي الانسان ايا كان أمام القانون، ولا أحد .. أي أحد.. يريد أكثر من هذا..


هذا رأيي الشخصي

الخميس، 21 أبريل 2016

رسالة الي وزير (ة) الثقافة

ريثما انتهي من عملية البحث في معاني ورموز ودلالات وابعاد ومضامين الجملة الثقافية التي "نطق" بها معالي "الناطق باسم الحكومة والصناعة التقليدية والثقافة"، تبريرا لمصادرة رسوم الفنان خالد ملاي ادريس من معرضه ، حين قال معاليه "واصفا" لوحات الفنان المصادرة :
"لم تكن تحمل فنا محايدا وإنما حملت إساءة لرمز وطني".
اذن ريثما اجمع افكاري واتجاوز الصدمة، فكرت في اعادة نشر رسالة كنت قد "ارسلتها" الي كل وزراء ووزيرات الثقافة "الناطقين والناطقات" باسم الحكومة...
كان ذلك في منتصف فبراير من 2014...
لكنها رسالة لاتخضع لمعايير "مدة الصلاحية"
اليكم الرسالة..
ربما تصلح هذه الرسالة لكل وزير (ة) ثقافة، في كل زمان، وحتي ربما في كل مكان. سيدي (دتي): انا اعلم جيدا انك قبل كل شيء موظف حكومي، واعلم انك في اغلب الحالات جزء من فريق اغلبية سياسية رؤيتها وبرنامجا موحد، واعلم انك عينت - بغض النظر عن كفاءاتك - لاعتبارات حزبية، او جهوية، او طائفية، او اجتماعية، او عقدية، او انتخابية محضة.
واعلم انك - في اكثر الحالات - يهمك ذاك التعيين، لكنك ربما كنت تريد قطاعا آخر، أو لا فرق عندك بين هذا القطاع او ذاك.
واعلم انك - في كل الحالات - لست متأكدا من فترة اقامتك في مقعد الثقافة، او لنقل في مقعد الوزير بشكل عام.
اعرف ايضا انك لست قادما من فراغ، فانت مثقف بطبيعتك، ومواطن بطبيعتك، وسياسي بطبيعتك.. وانك - وهذا تحصيل حاصل - لديك افكارك وآراؤك.
اعرف ايضا انك أحسن من الكثيرين من زملائك في "الفصل الوزاري"، اعرف أيضا أنك بطبيعتك كانسان تحب أن تترك أثرا حيث تمر، وغالبا ما تعتبر أثرك إيجابيا ككل واحد منا نحن البشر، أو تجد مبررا لفشلك (خارجا عن إرادتك).
أعرف أيضا انك لست مستعدا لتحمل إرث سلبي خلفه سلفك مهما كانت مبرراته ومهما كانت علاقتك به.
اعرف ايضا انك لن تعامل كل فريقك بحسن نواياهم، وأن في ذهنك اشخاصا تثق بهم اخلاقيا او مهنيا او هما الاثنين.
نعم.. هذا جزء مما اعرفه وتعرفه وربما نحن متفقون عليه. لذلك فكرت في تذكيرك بأشياء عامة، قد تحتاج تذكرها كلما دخلت مكتبك، وكلما مسكت قلمك لتخط توقيعك، وكلما داعبت يدك المكرفون وانت تهم بالكلام.
أما بعد، فإنك جأت الي قطاع يصنف - جهلا – بالفقير، ويرتب - سياسيا - في المؤجل، ويستغل - انتخابيا - للتدليس. لكنه في واقع الامر براء من كل هذا، وبعيد كل البعد من تلك الاوصاف. فهو قطاع الثروة التي لا تنضب تحت اي تاثير مناخي، وعملة لا تتاثر سلبا باي مداولات، وهو علي مر التاريخ محور الصراع، ورمز الغلبة، وبساط التوسع والتملك والاعمار.
قطاعك هذا به من اصناف البشر، واختلاف الاراء، وتباين المشارب، وتعدد الاختصاصات... ما لا تتصور.
قطاعك هذا به من مكامن الثراء ومصادر الاشعاع ما لا يحصي. قطاعك هذا به من التنوع مايربك. التنوع الثقافي، التنوع الاجتماعي، التنوع الاقتصادي، التنوع الصناعي، التنوع العقدي، التنوع الاخلاقي.. التنوع تارة لمجرد التنوع.
قطاعك هذا عليه من الآمال حمل ثقيل. أمل المبدع وحده يكفي. أمل الرسام والكاتب والشاعر والمخرج والممثل والراقص والمغني والباحث والناشر والمصور والمهندس والمؤرخ والرحالة والمزخرف والمصمم والخياط والحكواتي والنحات والقصاص والمترجم والمكتباتي والخطاط.... لا يتسع المقام لبقية اللائحة، والتي تزداد يوميا باكتشاف معارف جديدة.
لن تحقق آمال الكل مهما كان حسن نيتك وطول مقامك وتوفر الوسائل لك. ولن تنجو من التصنيف مهما كان عدلك. ولن تنال ثقة الحاكم المطلقة. حتى لو كنت هو. فهو كما تعلم (لا مدخل ولا مخرج) لكن ثمة أشياء جد بسيطة ان قمت بها ارضيت ضميرا سيظل يرافقك. يؤنبك أو يهنئك.
- استمع الي الكل. بغض النظر عن مشاربهم السياسية والعقدية والاجتماعية. وأنت تستمع تخلص من عقدة المقعد وانزل او اصعد الي مستوي محاورك.
- تحدث من قلبك. لا أحد باستطاعته خديعة أحد. انما هناك من اذا خادعته انخدع. لذلك تحدث بصدق عن ما تنوي وما تفعل. قد يصغر فعلك في عينك. لكن شخصك سيكبر في عيون الغير. ولن تضطر غدا الي مبررات واهية.
- أسس فريقا. لن تخدم نفسك ولا حزبك ولا حكومتك ولا أمتك بمفردك. خذ الوقت لتشكيل فريقا يشد عضدك. انهم هنا. كانوا هنا قبل ان تأتي. وربما يبقون بعد ان تغادر. وفيهم الخيرون الصالحون المؤمنون بمهنتهم. لكن الاهمال وتعاقب الوزراء وتلقي الصدمات قتل فيهم حب العمل وحولهم الي اصنام. استمع اليهم. كلفهم. ثق بهم ماداموا محل ثقة. ودع لهم العنان. احمهم فهم جسدك. لا تميز بينهم في الاحسان ولا في العقاب. لاتحشر نفسك في عملهم ومسؤلياتهم. ليسوا ابناءك هم فريقك وهم مصلحون ما لم يثبت العكس. وحين يثبت العكس. لا تتأخر فكما حميت حقوقهم بما يستحقون انزل عليهم عقابك بما يستحقون.
- صارح شركاءك: بقية عناصر جسدك هم شركاؤك، المجتمع الثقافي المدني. أنت وقطاعك هنا من أجله. مهمتك الرعاية والاحتضان. ومهمته الاشعاع والابداع. هو من يقدم الأمة لنفسها بفسيفسائها. وهو من يقدم الأمة للاخر بصورتها المنصهرة. هو من لا يوقف الدوام. في الوقت الذي يحسب قطاعك عمله بساعات دوام محدودة. هو من لا ينتظر لبرمجة عطائه حلول سنة مالية. هو من يقف في وسط الملعب. وعند المرمي. وفي الركنية. وعند حدود الملعب. هو من يجالس الوان واصوات وصمت الأمة. يتغذي منه ويستلهم ليقدم الحلول والاجابة. هو من يستمد اجندته السياسية والانتخابية من مطلب جماهيري دائم. هو من تحرر من عقدة الجدران الاربعة. والراتب الشهري. واطلق العنان لابداعه وعمله. هذا الشريك يحتاج منك مصارحة ومكاشفة. استمع اليه كما لم تستمع في حياتك من قبل. صارحه بنواياك. ابلغه برنامجك. اكشف له حساباتك. ثم خذ منه ما تشاء فهو معين لا ينضب. ومحارب لا يكل. وصديق لا يخون.
بما أنها مجرد رسالة. فلن اتمكن من كتابة كل التفاصيل. كما طلبت منك ارضاء ضميرك. اظن اني ارضيت ضميري بكلامي هذا.
تذكير... الوزارة في العالم الثالث والثاني. وربما كل العوالم. هي نهاية حياة سياسية وادارية. فكر في ان تختم مسيرتك بالاصلح. فالبقاء له كما تعلم.
بالتوفيق
المواطن: عبد الرحمن لاهي

الثلاثاء، 8 مارس 2016

رزقت حُبها

زوجتي وحبيبتي

باسمك اقدم كل التحايا والتبريكات لكل نساء العالم في عيدهن هذا

  
سأستعير من هدايا العظماء لأفصل لك هدية العيد

سأستعير من سيد الأزواج علي الاطلاق، ومعلم الحب الأول، سيدي رسول الله صلي الله عليه وسلم، أستعير منه خطابه لزوجته وأمنا عائشة رضي الله عنها : "يا عائشة أنا لك كأبي زرع لأم زرع غير أنّي لا أطلّق"

 

سأستعير من منبع المتصوفين وكنز العارفين سيدي علي ابن ابي طالب رضي الله عنه، فما أراه الا وقد تحدث باسمي قبل اربعة عشر قرنا، حين قال:

"قد فُزت يا عود الأراك بثغرها

أما خفت يا عود الأراك، أراكَ؟"

 
سأستعير من لآلئ عنترة بن شداد، حين تغيبين عن وجهي:

"ومِلْكُ كِسْرَى لا أَشتَهيه إذا

ما غابَ وجهُ الحبيبِ عن النّظر"

 
وحين ترفعين حاجبيك كمزن الصباح يتشقق عن طل ناعم صافي:

"أعارت الظبي سحر مقلتها

وباتَ ليثُ الشَّرَى على حذَر "

 
سأستعير من طرفة بن العبد، حين تعود بي الذكريات الي ليالي وأيام السعي والطواف من أقصي "مضارب سينكييم" الي مشارف "حي البصرة"

"لياليَ أقتادُ الصِّبا ويقودُني

يجولُ بنا ريعانُهُ ويُحاولُه"

 
وأعود اليه لإعارة أخري، حين أتذكر كم وكيف كانت المطبات قبل الاطلال على مشارفكم :

"وكم دونَ سلمى من عدوٍّ وبلدة ٍ

يَحارُ بها الهادي، الخفيفُ ذلاذلُه"

 
مرت السنين سراعا.. عشتها بك ولك .. حبا.. وطربا..

عشتها عشقا لك.. وبك

عشتها كالطفل في كل مرة أكتشف الأروع والأجمل

عشتها.. لأنك كنت هنا.. كنت معي.. كنت الي جانبي.. كنت خليفتي.. وكنت في استقبالي

كنت تملئين مكاني وزماني.. تماما كما تملئين قليي

 
شكرا ياجميل ابن المعمر

"وأبليت فيها الدهر وهو جديد"

 
حاول الزمن أن يوهمني اني كبرت، وأني ماعدت ذاك العاشق الولهان المتلهف، لكن كم مرة أخطأت حسابات الزمان.. فلا أنا كبرت.. ولا انا صبأت عن عشقك الذي يكبر مع كل اشراقة صباح..

لا أنا كبرت وإنما عشقك من يكبر، أعيرها هذه المرة من امرؤ القيس

"ألا زعمت بسبابة ُ اليوم أنّني

كبرت وأن لا يحسنُ اللّهو أمثالي"

 
عودة لك يا ابن المعمر يا جميل، فلو لم تقلها أنت فمن كان سيقولها غيري:

"ومن يعط في الدنيا قرينا كمثلها

فذلك في عيش الحياة رشيد

علقت الهوى منها وليدا فلم يزل

إلى اليوم ينمي حبها ويزيد"

ما ذا تنتظرون؟

 نشر هذا المقال في موقع  الوكالة الموريتانية للصحافة بلغني وأنا -لأول مرة- خارج السور الجميل الذي جمع محبي المديح وجمهور لياليه، وعائلة تران...