الانتظار

لنا ما بين هذين البحرين مساحة...
نسكنها حينا .. وتسكننا حين لاتكون متاحة..
نمددها ونقلصها حسب اهوائنا المرتاحة
***
فتارة نراها كبيرة تسعنا وتسع عابر السبيل
فياحة.. مدرارا.. حنونا اطراف النهار واناء الليل
***
وتارة نظنها كف شيطان
لا تضاريس فيها ولازمان
لاتسع حتي نبتة رمان
***
وفي الافق البعيد... البعيد
تشرإب اعناقنا .. لمدد مديد
يأتي به المنقذ والبطل الصنديد
راكب الامواج.. في الليل العتيد
ونحن جالسون في انتظار ساعي البريد
***
وفجأة ... نستفيق دون سابق انذار
لنري كم هي كبيرة اطلالنا والديار
وكم هو قريب المدد المدرار
والخبز والصونبر والفشار
والمعول والمضرب والمنشار
والنساء والرجال الابرار
ونتسائل ... كيف كنا اغبياء... ونحتار
من قال لنا اننا صغار
وان لا بحر لنا ولا خيار
***
وقبل ان نصل للنتيجة او القرار
تتلاطم امواج البحرين كالبركان الفوار
لا وقت لدينا.. لا فرصة .. لا خيار
البحر اليابس من امامنا في الانتظار
والرمل الهائج من خلفنا في الانتظار
وساعي البردي لم يصل... ذاك النهار
وعلينا الانهيار او الانتظار

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السينما الموريتانية... حلم التشكّل

سيساكو: سينما بطعم الرمال